بيني موريس، وأكاديميّون وفنّانون يهود وإسرائيليّون يعلنون: الاحتلال أبرتهايد | ترجمة

بيان «الفيل في الغرفة»

 

العنوان الأصليّ: Israeli Scholars and Artists Call Occupation of Palestine “Apartheid”.

الكاتبة: Maya Pontone.

المصدر: Hyperallergic.

 


 

وقّع أكثر من 900 أكاديميّ وعامل ثقافيّ مقيم في فلسطين المحتلّة و’إسرائيل‘ وحول العالم، على رسالة تدين نظام الفصل العنصريّ في ’إسرائيل‘. تحمل الرسالة عنوان «الفيل في الغرفة»، وقد تُدووِلَت خلال الأسبوع الماضي بين الأكاديميّين والعاملين في المجال الثقافيّ، منهم فنّانون وأساتذة فنون ومختصّون في تاريخ الفنون، وعاملون في المتاحف.

تقول الرسالة: "لطالما كان اليهود الأمريكيّون في طليعة قضايا العدالة الاجتماعيّة، من المساواة العرقيّة إلى حقوق الإجهاض، ولكنّهم لم يولوا اهتمامًا كافيًا للفيل في الغرفة: الاحتلال الإسرائيليّ المستمرّ الّذي، نكرّر، أفضى إلى نظام فصل عنصريّ". وتبدأ الرسالة برسم كاريكاتيريّ للرسّام الإسرائيليّ وفنّان الاحتجاج زئيف إنجلماير، المعروف على نطاق واسع بشخصيّته البديلة ’شوشكي‘ الورديّ. تحثّ الرسالة قادة اليهود في الولايات المتّحدة على التحدّث والمطالبة بأن يساعد المسؤولون المنتخبون في إنهاء الاحتلال الإسرائيليّ لفلسطين.

 

تجاوز معاداة الساميّة 

قال أحد منظّمي العريضة، البروفيسور المساعد في «جامعة ولاية بنسيلفانيا»، المختصّ في تاريخ اليهوديّة ودراساتها، ليئور شتيرنفيلد، لمجلّة «هايبر ألرجك» (Hyperallergic)، إنّ الاستقبال الّذي حظيت به الرسالة "يُظهر أنّ اللحظة ملائمة للتفكير في تغييرات جدّيّة في السياسات المتّبعة".

وأضاف شتيرنفيلد: "إنّ التغيير الكبير في هذا البيان هو أنّ ثمّة الكثير من الأكاديميّين الإسرائيليّين الّذين وقّعوه، والّذين في السابق كانوا على موقف رافض للمساواة بين الاحتلال الإسرائيليّ ونظام الفصل العنصريّ"، وأشار بشكل خاصّ إلى توقيع المؤرّخ الإسرائيليّ المهمّ بيني موريس على البيان، وكذلك ثلاثة سفراء إسرائيليّين متقاعدين.

وأوضح شتيرنفيلد أنّه يأمل أن تؤدّي المشاركة الواسعة في البيان من قِبَل المفكّرين الإسرائيليّين واليهود إلى وضع حدّ للجدل الّذي يساوي بين انتقاد ’الاحتلال الإسرائيليّ‘ ومعاداة الساميّة.

 

تجاهل الحقوق الأساسيّة 

تسلّط الرسالة الضوء على القمع العنيف والتطهير العرقيّ الّذي مارسته الحكومات الإسرائيليّة بشكل مستمرّ على الشعب الفلسطينيّ، بما في ذلك أكثر من 190 فلسطينيًّا قتلتهم القوّات الإسرائيليّة في الضفّة الغربيّة وغزّة، منذ بداية عام 2023 وحده. وبينما تنتقد العريضة "أجندة الحكومة الإسرائيليّة الحاليّة المسيانيّة، والمعادية للمثليّين والنساء"، فإنّها تشير إلى أنّ ’التفوّق اليهوديّ‘ قوّة متزايدة في البلاد منذ ما قبل قيادة رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو اليمينيّة المتطرّفة.

وتشير الرسالة إلى دور القانون المثير للجدل المعروف باسم «قانون القوميّة»، الّذي أُقِرّ في عام 2018، والّذي منح حقوقًا حصريّة للمواطنين اليهود في إسرائيل على حساب السكّان العرب في البلاد، الّذين يتألّفون بشكل رئيسيّ من الشعب الفلسطينيّ. بالإضافة إلى منح اليهود في إسرائيل حقّ "تقرير المصير الوطنيّ في دولة إسرائيل" بشكل انتقائيّ، نُحِيَتْ اللغة العربيّة لغةً رسميّة للبلاد بموجب هذا القانون.

قال عمر برغوثي، المؤسّس المشارك لحركة «المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات» (BDS)، الّتي تدعو إلى إنهاء الدعم الدوليّ لقمع إسرائيل للفلسطينيّين: "على الرغم من العيوب الواضحة في هذا البيان، فإنّ توقيع ما يقرب من 1000 باحث، معظمهم من اليهود والإسرائيليّين، يُعْتبَر خطوة مهمّة إلى الأمام نحو الاعتراف بالحقوق الشاملة للشعب الفلسطينيّ الأصلانيّ، ونحو تفكيك نظام الاستيطان الاستعماريّ، ونظام الفصل العنصريّ، الّذي استمرّ 75 عامًا في إسرائيل".

وأضاف برغوثي: "العيب الرئيسيّ في البيان تجاهله الحقيقيّ للفيل في الغرفة - وهو الحقوق الّتي حدّدتها «الأمم المتّحدة» للاجئين الفلسطينيّين، الّذين يمثّلون ثلثَي الشعب الفلسطينيّ الأصلانيّ، في العودة وتلقّي التعويضات". في إشارة إلى حقّ العودة كما أُقِرّ بموجب قرار «الأمم المتّحدة» (194)، الّذي يُعْتَبَر واحدًا من المطالب الرئيسيّة لحركة «المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات».

 

الفيل في الغرفة 

من بين الموقّعين على رسالة «الفيل في الغرفة» العديد من العاملين في المجال الثقافيّ والإبداعيّ، الّذين أصبحوا "مضطربين بعمق" بسبب تجاهل الحكومة الإسرائيليّة "للحقوق الأساسيّة"، على حدّ تعبير إيال لاندمان، وهو مهندس وفنّان مقيم في تل أبيب.

"الفكرة الّتي تقترح أنّه يمكن اعتبار إسرائيل ديمقراطيّة تصبح أكثر صعوبة في الهضم يومًا بعد يوم"، قال لاندمان لـ «هايبر ألرجك»، مضيفًا أنّ "الأعذار الّتي تستخدمها الدولة للتقليل من خطورة وضع الفصل العنصريّ العنيف لا تثبت صحّتها، خاصّة مع التغييرات الحديثة والمتوقّعة في النظام القانونيّ". الفنّان الإسرائيليّ الأمريكيّ نداف أسور، الأستاذ المشارك حاليًّا في قسم فنّ الأستوديو في «كلّيّة كونيتيكت»، أوضح لــ «هايبر ألرجك» أنّه وقّع على الرسالة لأنّه وجد أنّه "مؤلم بشكل مضاعف" مشاهدة حكومة الولايات المتّحدة والمؤسّسات اليهوديّة الأمريكيّة تدعم "نظام الفصل العنصريّ".

قال أسور: "بصفتي فنّانًا ومعلّمًا يعلّم طلّابه النظر بنقديّة في الرسائل والأسباب الكامنة، أجد أنّه شكل من النفاق الخطير عدم الاعتراف بشكل كامل بالواقع المؤلم وغير الديمقراطيّ، الّذي عاشه أكثر من ثلث سكّان هذه الأرض لعقود عديدة، مع احتجاجهم بحقّ على تدهورها المستمرّ نحو الاستبداد الشامل". وقالت الفنّانة المتعدّدة الاختصاصات والمعلّمة المقيمة في إسرائيل، أفيفيت بلاس بارانيس، الّتي وقّعت أيضًا على الرسالة، إنّ "الوضع في إسرائيل يتدهور يومًا بعد يوم".

وتابع لاندمان في مراسلته إلى «هايبر ألرجك»: "أنا مقتنع بشدّة بأنّ اليهود في الولايات المتّحدة يمكن أن يؤدّوا دورًا هنا كنداء استيقاظ للحكومة الإسرائيليّة لوقف هذا"، مشدّدًا على أهمّيّة "استخدام الكلمات الصحيحة لوصف ما يحدث [في إسرائيل وفلسطين]، حتّى لو كان ذلك صعبًا على الهضم".

 


 

روزَنَة: إطلالة على الثقافة الفلسطينيّة في المنابر العالميّة، من خلال ترجمة موادّ من لغات مختلفة إلى العربيّة وإتاحتها لقرّاء فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة. موادّ روزَنَة لا تعبّر بالضرورة عن مبادئ وتوجّهات فُسْحَة، الّتي ترصدها وتنقلها للوقوف على كيفيّة حضور الثقافة الفلسطينيّة وتناولها عالميًّا.